وصيه لاجىء

وصيتي انا الاجىء

انا بني غدا سيطويني الغسق، لم يبق من ظل الحياه سوى رمق
وحطام قلب عاش مشبوب القلق، قد اشرق المصباح يوما واحترق
جفت به اماله حتى اختنق
فأذا نفضت غبار قبري عن يدك ،ومضيت تلتمس الطريق الى غدك
فأذكر وصيه لاجئ تحت التراب، سلبوه امال الكهوله والشباب
مأساتنا...مأساه ناس ابرياء، وحكايه يغلي باسرطها الشقاء
حملت الى الافاق رائحه الدماء، وجريمتي كانت محاوله البقاء
انا نا اعتديت ولا ادخرتك لإعتداء
لكن لثأر نبعه دامٍ هُنا، بين الضلوع جعلته كل المنى
وصبغت احلامي به فوق الهضاب وظمئت عمري ثم مِت بلا شراب
كانت لنا دار وكان لنا وطن، القت به ايدي الخيانه للمحن
وبذلت في انقاذه اغلى ثمن، بيدي دفنت اخاك فيه بلا كفن
إلا الدماء وما المّ بي الوهن
ان كنت يوما قد سكبت الادمعا فلأنيي فقدتهما معاً
جرحان في جنبي ثكل واغتراب وولدٌ اضيع وبلده رهن العذاب
تلك الربوع هناك قد عَرفتك طفلاً، يجني السنى والزهر حين يجوب حقلاً
فاضت عليك رياضها ماءاً وظلاً واليوم قد دهمت لك الاحداث اهلاً
ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا
هم اخرجوك فعد الى من اخرجوك ،فهناك ارضٌ كان يزرعها ابوك
قد ذقت من اثمارها الشهد المذاب فإلام تتركها لألسنه الحراب
إن جئتها يوماً وفي يدك السلاح ،وطلعت بين ربوعها مثل الصباح
فأهتف على سمع الروابي والبطاح، اني انا الامس الذي ضمد الجراح
لبيك يا وطني............لبيك يا وطني العزيز المستباح
اولست تذكرني؟انا ذاك الغلام من احرقوا مأواه في جنح الظلام
بلهيب نارٍ حولها رقص الذئاب، لفت حياتي بالدخان والضباب
لا تبكيّن....فما بكت عين الجناه ،هي قصه الطغيان من فجر الحياه
فأرجع الى بلدٍ كنوز ابي احصاه، قد كنت ارجوا ان اموت على ثراه
امل ذوى ما كان لي امل سواه
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك ومضيت تلتمس الطريق الى غدك
فأذكر وصيه لاجئ تحت التراب، سلبوه امال الكهوله والشباب.